كانت حقوق الإنسان في الماضي مسألة فردية أو محلية تعني بها التشريعات أو الممارسات الداخلية لدولة ما، ولكنها أصبحت اليوم قضية تتصف بالعالمية وليس من المبالغة القول بأنها غدت تراثا إنسانيا مشتركا يحتضن حقوق كل إنسان أينما وجد، والى أي دين أو عرق انتمى.
وقد حدثت الطفرة الكبرى فى حقوق الإنسان كنتاج للتقدم العلمي والتقني الذي غيرت نتائجه العالم لينتقل من العصر الحديث إلى عصر ما بعد الحداثة وترك آثاره على مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان فيما يمكن تسميته بالجيل الثالث من حقوق الإنسان، والذي يشمل سلسلة من الحقوق المتعددة والتى قد يصعب حصرها كالحق فى التنمية وحقوق المرأة وحقوق الطفل والحق فى بيئة سليمة ومتوازنة تحت شعار (أرض واحدة) وغيرها من الحقوق، وتنطلق منظومة حقوق الإنسان من الإعلانات الدولية التى تصدر عقب المؤتمرات الدولية وتسفر في النهاية عن مبادىء قانونية توضع فى صلب إتفاقيات دولية وتصبح جزءا من القانون الدولي لحقوق الإنسان، والذي ترتب عليه فى الآونة الأخيرة تبني فكرة (حق التدخل الإنسانى) الذي إعتمدته الأمم المتحدة لمواجهة خروقات حقوق الإنسان فى أي بلد أو منطقة، كونها المنظمة الاممية التي يقع على عاتقها كفالة احترام وتعزيز وحماية حقوق الانسان، من خلال توفير الآليات والوسائل الكفيلة بهذه المهمة…..