أثر استراتيجية تمكين الموارد البشرية في تحقيق الميزة التنافسية المستدامة

تتزايد حدة المنافسة بين المنظمات المعاصرة في ضوء التغيرات السريعة والعولمة والتكنولوجيا الحديثة في بيئة الأعمال، حيث تتجه المنظمات إلى الهياكل التنظيمية اللامركزية، ولتحقيق هذا كان لا بد للمنظمات من امتلاك المقومات الأساسية واعتماد استراتيجيات غير تقليدية للاستفادة من الموارد البشرية المتاحة لديها، ويعتبر موضوع تمكين الموارد البشرية واحد من أهم المفاهيم الحديثة التي ترتكز على منح العاملين الصلاحيات والمسؤوليات وتشجيعهم على المشاركة والمبادرة في اتخاذ القرارات المناسبة ومنحهم الحرية والثقة لأداء العمل باستقلالية تامة (حامد و محمداني، 2019).
وبالرغم من اهتمام الدراسات المعاصرة والحديثة بموضوع استراتيجية تمكين الموارد البشرية Human Resources Empowerment Strategy (HRES) باعتباره واحد من أحدث وأهم المداخل الرئيسية المعاصرة لإدارة الموارد البشرية، إلا أن إدراك أهمية وأثر استراتيجية تمكين الموارد البشرية ما زال محدوداً من حيث التطبيق وخصوصاً في البيئات التي تعاني من عدم اقتناع وإيمان الإدارة العليا والوسطى في بعض الأوقات بقدرة المرؤوسين ذات المستويات الإدارية الدنيا على اتخاذ القرارات التي تحقق للمنظمة النتائج والأهداف المطلوبة. كما أن فلسفة و اعتقاد بعض المديرين بموضوع المشاركة وتفويض السلطة للعاملين سوف يؤدي إلى فقدانهم السلطة التي يتمتعون بها في عملهم، وأن قوة سلطتهم الإدارية التي يمتلكونها ستقلل من مستوى تأثيرهم على العاملين، لذلك ظهرت الحاجة إلى استخدام مفاهيم حديثة ومختلفة، واعتماد طرق ووسائل غير تقليدية للوصول إلى قمة الهرم التنافسي خصوصاً في ظل التكنولوجيا المتطورة إذ أصبح الحصول على الميزة التنافسية المستدامة