أثر مرونة الموارد البشرية على تعزيز السلوك الإبداعي

في ظل ما تشهده بيئة الاعمال من تحولات سريعة جاءت كنتيجة للتطورات الهائلة والمتسارعة التي احدثتها ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكان لهذه التحولات الكثير من الاثار السلبية والايجابية على مختلف القطاعات الاقتصادية وذلك بحسب درجة التكيف مع التغيرات التي طرأت في طرق وأساليب العمل، ولقد انعكست هذه التغيرات على جميع وظائف المنظمة بشكل عام وعلى وظيفة الموارد البشرية بشكل خاص، الامر الذي جعل إدارات الموارد البشرية تفكر وبصورة مكثفة على تغيير استراتيجيات التعامل مع الموارد البشرية لكي تصبح اكثر مرونة مما كانت عليه سابقا وذلك من اجل تحقيق التقدم والنمو والتفوق على المنافسين، إضافة الى تجنب المخاطر التي من شانها ان تؤدي الى الفشل نتيجة عدم قدرة المنظمة على الاستجابة المرنة للتغيرات التي تحدث في البيئة الخارجية للمنظمة. ووفقا hanG (2020)، فإن فهم كيفية بناء منظمات مرنة لا يزال ضعيفا، على الرغم من أن المرونة قد قبلت على نطاق واسع كمفهوم تنافسي جديد. وبشكل أكثر تحديدا، فإن الأسئلة التي لم يتم الرد عليها هي: “ما هي القدرات التي يتعين تطويرها، والتي من شانها ان تعزز السلوك الإبداعي لدى العاملين للاستجابة للتغيرات التي تحدث في بيئة الأعمال؟ وهل هناك أنواع مختلفة من الاستراتيجيات التي يمكن اعتمادها؟ وكيف يتم اختيارهم؟ وما هي الممارسات التي سيتم تنفيذها؟
وبصفة عامة، فإن مفهوم مرونة الموارد البشرية ما زال مجالا بكرا للبحث والنقاش. على الرغم من أن هناك العديد من الدراسات التي تناولت موضوع المرونة الا ان هناك عدد قليل من الدراسات الميدانية التي تقدم تحليلا شاملا للاستراتيجيات العملية والإجراءات الإدارية التي يمكن أن تعزز مرونة الموارد البشرية