الصحافة أداة من أدوات البناء للمجتمع الحديث، بل مدرسة جامعة تعمل في سبيل أعداد الأمة وتنشئتها تنشئة سليمة شاملة متزنة في كل مناحي الحياة السياسية كانت أم اجتماعية أم اقتصادية، روحية أم مادية.
والصحافة هي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقيق من صدقيتها وتقديمها للجمهور وغالباً ماتكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية وغيرها، والصحافة قديمة قدم العصور والزمن ويعود تاريخها الى زمن البابليين حيث استخدموا كاتباً لتسجيل أهم الأحداث اليومية لتعرف الناس عليها.
وفي العصر المعاصر شغلت العلاقة بين الصحافة والتاريخ العديد من الباحثين في حقول معرفية عديدة نظراً لأرتباطها المركب بالماضي والحاضر، أذ تعتبر الكتابات الصحفية مصدراً للتاريخ، فهي سجل يومي لتطور دينامية المجتمعات بحكم متابعتها اليومية للأحداث السياسية والأجتماعية والثقافية في ذات الوقت فأن العديد من الصحفيين ساهموا في تاريخ العديد من الوقائع والمحطات في مؤلفاتهم من خلال الأعتماد على الأرشيفات الصحفية التي تحوي وثائق مهمة، كما شارك مؤرخون في تأسيس الصحف منذ نشأتها وكان لهم دورهم في تطوير الكتابة الصحفية التي تم الأعتماد عليها في تحليل الأحداث التاريخية المعاصرة وتاريخنا العربي الزاخر بتلك المؤلفات.
إن كتاب ((جريدة الأهرام وسياسة المملكة العربية السعودية 1932-1982)) للمؤلفة سرى حسون داود المحمداوي أعتمدت على المنهج العلمي الأصيل الذي أخضع المادة الصحفية للتحليل والنقد وفقاً للمدرسة التاريخية العراقية، لكن في هذا الكتاب يختلف هذا المنهج التحليلي، فقد أنبرت الدراسات الأكاديمية على الأعتماد على الدوريات كمصدر من مصادر البحث لكن هذا الكتاب أعتمد على جريدة الأهرام كمصدر محوري في مادته العلمية ومتابعة تاريخ السياسة الداخلية والخارجية للملكة العربية السعودية عبر المقالات والدراسات التي كتبت من خلالها.