أصبحت الاعلانات الالكترونية ظاهرة تنمو بشكل كبير وجزءاً مهماً من شبكة الانترنت، وبقية المنصات الرقمية، وتعد مصدر لدخل عدد كبير من المواقع والشركات لدرجة اصبح الانترنت سوقاً رئيساً للإعلان والتجارة الالكترونية في جميع الدول، وأصبح الإعلان الالكتروني يحتل مساحات واسعة على الشبكة العنكبوتية، ويأخذ أنماطا متعددة وتصاميم مختلفة، وأن الإعلان الإلكتروني صناعة تختلف جملة وتفصيلا عن باقي الإعلانات، إذ إن صناعة الإعلان تجارة عالمية تقودها شركات كبرى محترفة، وتجني منها أرباحا طائلة، وتتميز هذه الصناعة بالمرونة وقلة التكاليف قياسا بالطرق التقليدية، كما تتميز بسرعة الانتشار، واتساع الرقعة الجغرافية، وإمكانية التوجه الدقيق للشرائح المستهدفة واستخدام مقاطع الفيديو والأصوات والصور المتعددة والفلاشات المتغيرة، مما يجعل الإعلان الالكتروني أكثر جاذبية وتأثيراً من باقي الطرق، وتحديدا المطبوعة.
ولا يقف تأثير الإعلان الإلكتروني عند حدود ملاحظته كإعلان، بل يساعد على زيادة درجة التنبه إلى وجود السلعة أو الخدمة، وتحسين درجة تذكّرها، وترسيخ صورة العلامة التجارية في الوقت ذاته، ويعمل الإعلان الإلكتروني في حالات كثيرة على تحسين إمكانية فرص شراء السلعة، وتعد هذه العمليات غاية الإعلان في الوسائط الأخرى.
مع تزايد اعداد المستهلكين في العالم وانتشار الإعلان الالكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي اصبحت تغزو جميع المجتمعات في العالم، إذ بينت الابحاث الخاصة بشركة (فوريستر) ان الانفاق على الإعلان عبر الانترنت في المواقع بشكل عام ومواقع التواصل الاجتماعي قد وصل الى أكثر من (103) مليار دولار في سنة 2018، وقد شهد زيادة سنوية قدرها (13%)، ثم ارتفع ليصل الى (600) مليار دولار عالميا، فقد أصبح نصيب الفرد الامريكي من الإعلان الالكتروني (450) دولاراً بينما انخفض في استراليا (300) دولار، إذ اهتمت دول العالم في الانفاق على الاعلان الالكتروني واعتبرته احد وسائل الضغط على الجمهور، أما في المنطقة العربية فأن نصيب الانفاق ضعيف جداً، مقارنة بدول العالم، لكن ارتفع في دول الخليج بشكل ملحوظ خاصة في الامارات إذ خصصت ميزانية خاصة للإنفاق على الاعلانات الالكترونية، حيث عملت الحكومة على تسيير حملاتها الاعلانية لصالح الحكومة والاستثمارات بشكل كبير لتنمية واقع الدولة، وعملت على تطوير انظمتها وشراء افضل الوسائل المتطورة والحديثة لإخراج الاعلان عبر شبكة الانترنت على اكمل وجه.
أن التطور السريع في تطبيقات الاعلام الجديد وتنامي الإنفاق الإعلاني من قبل اصحاب الشركات الخاصة، والمنظمات، والقطاعات الخاصة، وأصحاب المحلات التجارية بهذه الوسيلة في موقعي (الفيس بوك والانستغرام)، دفع المؤلفان الى القيام بدراسة الاعلانات الالكترونية في تغيير السلوك الشرائي للسلع في موقعي الفيس بوك والانستغرام وذلك عن طريق دراسة ميدانية لمدينة تكريت.
..