تمثل الصناعة القاعدة الأساسية للبنية الاقتصادية، والتي منها تنطلق عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، اذ تعد الصناعة المفتاح الأساس للتطور الإقتصادي والإجتماعي والسياسي، وان الدول الصناعية بمختلف انظمتها الإقتصادية تسعى الى انشاء قاعدة من الصناعات الأساسية، وتطويرها وتطبيق أحدث العلوم التكنولوجية، وتجديد فنون وطرائق الإنتاج المختلفة لقوة ورفاه سكانها، وللصناعة اثر فاعل في دعم بنية الإقتصاد لكونها نشاطاً يتسم بدرجة تشابك اقتصادي واسع وان حجم وفوراتها لا يقتصر على الجانب الإقتصادي فحسب، بل يساهم في تشغيل الأيدي العاملة وتوظيفها لرفع مستويات الدخول الفردية، والقضاء على البطالة، وأحداث تأثیرات إیجابیة على السكان، والتأثیر في عملیة التحضر، والذي يساهم في تطویر مستوى التعلیم والصحة والثقافة وغیرھا من جوانب الحیاة الإجتماعیة، فضلاً عن ذلك استغلال الموارد وتنمية الناتج المحلي وتحقيق الإستقرار الإقتصادي.
وصناعة الأثاث في منطقة الدراسة تعد من ركائز التنمية الصناعية، فهي من الصناعات التحويلية المهمة التي ترتبط بشكل مباشر بحياة السكان واحتياجاتهم المستمرة للأثاث المنزلي، وإن تنوعها وزيادة كميات الإنتاج والاستهلاك وتوطنها قرب الأسواق وداخلها ما هو الا تلبية لمتطلبات السكان، وتعد من الصناعات الصغيرة التي يغلب عليها طابع الفردية في مجال (الإدارة والتخطيط والتسويق)، كما يمكن لها التكيف لظروف السوق وبالتالي قدرتها على مواجهة الأزمات الإقتصادية.
ولكون صناعة الأثاث من الصناعات التي لم تنال الإهتمام في مجال البحوث والدراسات الجغرافية، وهي صناعة لها مقوماتها الجغرافية الطبيعية والبشرية، ودورها الكبير في الحياة الاقتصادية والاجتماعية جاءت هذه الدراسة للوقوف على عوامل توطنها وتوزيعها وواقعها الحالي، وكميات الإنتاج والإستهلاك، والمشاكل التي تواجهها…