السياسة الخارجية التركية تجاه المشرق العربي منُذ عام 2016: (العراق سـوريا أنموذجاً)

$20.00

 

تُعدّ تركيا من أبرز الفاعلين الإقليميين في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام والمشرق العربي بشكل خاص، لما تمتلكه من قدرات واضحة، لذلك فإن سياساتها الخارجية يوجد لها أثراً مباشراً نحو الإقليم والدولة والتي تشمل على الدول العربية، فضلاً عن تأثيرها على مُجمل الأوضاع في المنطقة الإقليمية المجاورة لها، وهنا يأتي الاهتمام بدراسة السياسة الخارجية التركية.

لقد غَلَب على السياسة الخارجية لتركية قبل مطلع الألفية الانسياق خلف السياسات الغربية، وإغفال واضح للعمق العربي والإسلامي لتركيا، فضلاً عن ضعف دور تركيا الإقليمي، غير أن هذه السياسة شهدت منذ حكم حزب العدالة والتنمية عام 2002 تحولات استراتيجية أعادت تعريف مبادئها الأساسية، وهدفت إلى صياغة دور جديد ومؤثر لتركيا في الإقليم والعالم. وأحدثت تركيا في حقبة حزب العدالة والتنمية تغيرات في كل من السياسة الخارجية والدور الذي أدى إلى ثورة تركيا في السياسة الاقليمية، غير أن هذه السياسة الخارجية واجهت منذ العام 2011 عدداً من التحديات التي فرضتها التطورات في الإقليم والظروف الداخلية في تركيا، وعلى رأسها اندلاع الربيع العربي في كانون ثاني 2011 اذ مثّلت هذه الثورات لتركيا فرصة وعقبة في الوقت ذاته.

وقد أسهمت استراتيجية العديد من القوى الإقليمية والدولية وبعض السياسات التركية بأضعاف قدرة تركيا على تولي منصب ودور قيادي دائم الفاعلية في تحولات الربيع العربي وما بعده، وأثرت بشكل كبير على السياسة الخارجية التركية وأولوياتها، مما ترتب على ذلك تراجع في دور تركيا الإقليمي وارتفاع الدعوات التركية إلى ضرورة أحداث تحولات في السياسة الخارجية نحو آليات أكثر مصلحية وواقعية..