تعد الإذاعة من وسائل الاتصال الجماهيرية، فهي تقوم بوظائف عديدة في المجتمعات منها التوجيه والتثقيف والإعلام والتعليم ويرجع ذلك إلى إمكانية إستماع الناس إليها بغض النظر عن مستواهم الثقافي، كما يمكن الإستماع إليها أثناء القيام بأعمال أخرى كما أنها وسيلة تتميز بعنصر الإتاحة وأرخص وسائل الاتصال لنقل المعلومات والمعرفة. وعلى الرغم من المنافسة الشديدة التي تفرضها عليها وسائل الإعلام الأُخرى نتيجة التطور المذهل في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات إلا ان الإذاعة لاتزال لها أدوار فعالة وإيجابية في جذب انتباه مستمعيها لاسيما وإنها تخاطب شرائح المجتمع كلها من دون النظر إلى المستمع كونه متعلماً أو مثقفاً أو أمياً.
لذا فقد ازدادت الحاجة إليها مع تعقد الحياة الاجتماعية، وتأتي هذه الحاجة انطلاقاً من وظيفتها الاجتماعية التي تسعى عن طريقها لتشكيل الوعي الاجتماعي الذي يقلل من الآثار السلبية التي تتسبب بها المشكلات والقضايا الاجتماعية التي تحدث في المجتمع وتهدد الاستقرار والتماسك الاجتماعي وتؤثر سلباً في بنائه الاجتماعي وأنساقه المختلفة، وهذا يعني ان الإذاعة وعبر برامجها الاجتماعية ضرورة لإشباع حاجات المجتمعات الحديثة ولاسيما إشباعات الاندماج الاجتماعي التي تتعلق بالمعلومات عن المجتمع وقضاياه.