الخصائص التي يتمتع بها التلفزيون لها دور أساسي في تشكيل شخصية الفرد ومن ثم المجتمع وتكمن هذه الخصائص في عوامل النفاذ السيكولوجي، سواء كانت مادية كالحركة واللون والصوت والصورة والمؤثرات المرئية والمؤثرات الصوتية أو إيحائية نفسية كالغضب، الانبساط وغيرها والتي تعكس الحالة النفسية للشخوص التلفزيونية مسؤولة كانت أم مواطنين عاديين وكذلك امتيازه بالواقعية وإعادة صياغة الواقع والفورية والجماهيرية.ولذلك فان هذه العوامل هي من أهم عوامل التأثير على المستقبل للرسالة الإعلامية، لأنها تقربه من الواقع الحسي المعاش مما قد يجعله يصدقها ومن ثم يتأثر بها.فإذا تأثر المتلقي بالرسالة الإعلامية المستقبلة عبر وسائل الإعلام، فإنه قد يقتنع بها.وإذا حدث الاقتناع فإن ذلك يدفعه ليتفاعل مع الرسالة الإعلامية انفعاليا وجدانيا وحسيا، وبالتالي سيتبنى المضمون، فإذا كان موافقا لما هو مكتسب لديه سابقا فسيدعم ما تحتفظ به الذاكرة، أما إذا كان مخالفا أو متعارضا فسيحل المكتسب حديثا محل السابق، وهذا قد يجعله يغير موقفه أو اتجاهه.
إن إعادة صياغة التلفزيون للواقع بعرض صورة مغايرة للواقع الحقيقي حيث يتعرض إليه عدد كبير من المشاهدين في وقت واحد وعلى اختلاف أعمارهم وتباين مستواهم التعليمي، يصنع ذاكرة جمعية لدى المتلقين لمعرفة جمعية لقضية ما وحالة نفسية جماعية حول القضية ذاتها، وبالتالي تحريك جماعي يتفق والحالة المروج لها والضخ المعلوماتي المصاحب لها..