منذ بدء الحرب والخلق سجال بين البشر، لقد صحبت الحرب الإنسان في مسيرته عبر القرون، وحفل السجل البشري بالحروب والصراعات، حتى أعدت الحروب أبرز سمة في التاريخ، وبدت صفحاته ملطخة بدماء الضحايا برهاناً على أهوالها، لذلك فلا غرابة بأن تعد هذهِ الجريمة القاسم المشترك للمحاكم الجنائية الدولية كافة. إن البحث عن حقا المجني عليه في العدل والمعرفة ضحايا الجريمة الدولية، وفيما إذا ما تمكنا يوماً ما من المساهمة في المنع أو الحد من انتهاكات القانون الدولي والقانون الإنساني، ومن ثم فهل تكمن حقوقهم في عقاب المجرمين الدوليين بواسطة آلية قضائية وطنية؟
تتجلى ملامح حقوق المجني عليهم في العدالة، في العديد من المواثيق الدولية والإقليمية المهمة، فقد نصت جميع هذهِ المواثيق على حق الإنسان في العدالة والحق في معرفة الحقيقة، ولأجل هذا ارتأينا البحث في هذا الموضوع ومناقشته من جميع الوجوه.
يكتسب موضوع دراستنا أهميته ُ في ارتباطه الوثيق بالعديد من مبادئ الإجراءات الجنائية ولاسيما المتعلقة بي حقا المجني عليه في العدل والمعرفة المادية والمعنوية، كما إن طابعها النظري والعملي معاً مما يضفي عليه أهمية إضافية من خلال تحقيق الفائدة لرجال القانون من المحامين ورجال القضاء المحليين والدوليين والمدعيين العامين وذلك بزيادة معرفتهم وخيرتهم القانونية في التعامل مع مطالعات أو عرائض الخصوم في الدعوة الجزائية.