كان كتاب الموافقات للإمام إبراهيم الشاطبي (ت790هـ) غاية المتطلعين في دراسة علم المقاصد، ونهاية سؤل المتعطشين للبحر المحيط بتلك الموارد، لزم المختصين أرباب التحصيل استدامة البحث في تحقيق مسائله والنظر في دلائله، إذ قد حوى علماً مستصفى من برهان قواطع الأدلة، ومحصول معرفة الحجاج بأفضل منهاج، لم تزل بصاحبها يرقى مراقي الصعود، وتعطي قلبه فيض الانشراح لنيل السعود، وقد سايرت الليالي والأيام، مع تقريب هذا السفر، فأردت إخراج المسودة، ليقع فهم مراد المؤلف من كتابه على وجهه، دون تقصيد شيء له لم يعنيه، او تقويله شيئاً لم يبتغيه، آملاً أنْ يقع به النفع العميم، والله الهادي الى صراط مستقيم.