أصول التربية هي مجال علمي يهتم بدراسة الأسس والمبادئ التي يقوم عليها النظام التربوي، هذا المجال يتناول تحليل القيم المجتمعية، الأديان، الأفكار، الأيديولوجيات، والفلسفات المختلفة، بالإضافة إلى نتائج التجارب في علم الاجتماع وعلم النفس وغيرها من العلوم. الهدف هو بناء نظام تربوي قوي وسليم يستند إلى هذه الأسس، وتتناول الأصول الاجتماعية للتربية كيفية تأثير المجتمع على النظام التعليمي، فالمجتمع يشمل الأسرة والمدرسة والمجتمع المحلي، وكل منها يلعب دورًا مهمًا في تشكيل التعليم. فالأسرة تعتبر البيئة الأولى التي يتعلم فيها الطفل القيم والمبادئ الأساسية. المدرسة تأتي بعد ذلك لتكمل دور الأسرة وتوفر بيئة تعليمية منظمة. المجتمع المحلي أيضًا يؤثر من خلال توفير الموارد والدعم للمدارس.
أما الأصول الثقافية، فهي تتعلق بتأثير الثقافة على التربية. الثقافة تشمل القيم والمعتقدات والتقاليد التي تنتقل من جيل إلى جيل. هذه القيم والمعتقدات تؤثر على المناهج الدراسية وأساليب التدريس ففي بعض الثقافات، يتم التركيز على التعليم الجماعي والتعاون، بينما في ثقافات أخرى يتم التركيز على التعليم الفردي والاستقلالية. التفاعل بين المعلمين والطلاب يتأثر أيضًا بالثقافة، حيث يمكن أن تختلف أساليب التواصل والتفاعل بناءً على الخلفية الثقافية.
وتركز الأصول الاقتصادية على العلاقة بين الاقتصاد والتعليم. الوضع الاقتصادي للأفراد والمجتمعات يؤثر بشكل كبير على فرص التعليم وجودته. الفقر يمكن أن يكون عائقًا أمام الوصول إلى التعليم، حيث قد يضطر الأطفال للعمل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة. التمويل الحكومي يلعب دورًا حاسمًا في توفير التعليم الجيد، حيث يمكن أن تؤدي قلة الموارد إلى نقص في المعلمين والمرافق التعليمية. العوامل الاقتصادية تؤثر أيضًا على نوعية التعليم المتاح، حيث يمكن أن تكون المدارس في المناطق الفقيرة أقل تجهيزًا وأقل قدرة على تقديم تعليم عالي الجودة.