الدعاية لها جذورها التاريخية, فقد مورست في المجتمعات القديمة بوصفها أداة في خدمة ذوي السلطة لأن طاعة الحاكم تقضي اقناع المحكوم- والإقناع غالباً ما يرتبط في تأكيد الشرعية, كما مورست بوصفها الجانب النفسي من النزاع بين الشعوب, للتأثير على مجريات أحداث الصراع بينها – إلا أن الصراع الأيديولوجي في عصرنا الحديث يتميز بالحدة والتوتر ويجري على مستويات عدة, وله آفاق مختلفة, ويأخذ أشكالاً متنوعة – فأخذت الدعاية يتأصل مفهومها وتتكثف أساليبها, فكانت الحرب العالمية الأولى البداية الحقيقية للاستخدام الدولي المنظم لإمكانيات الدعاية بكل أساليبها المباشرة وغير المباشرة, باعتبارها أداة تعتمد عليها الدول في دعم ومساندة تحركاتها الدبلوماسية والعسكرية في المجتمع الدولي- وأداة مكملة لعملية تنفيذ السياسة الخارجية من خلال خلق موجة من الرأي العام المحلي الأجنبي بما يؤدي إلى عملية توفيق حركية بالنسبة للدولة مصدر الدعاية في عملية المفاوضة والمساومة الدبلوماسية. وفي عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية, الزمن الذي شهد انقسام العالم إلى كتلتين متصارعتين, تعتنق أحداهما الأيديولوجية الماركسية, وتعتنق الأخرى الأيديولوجية الرأسمالية, أضحت الدعاية أداة رئيسة من أدوات المواجهة بينهما, فكانت إحدى المظاهر الثابتة والمرتبطة بالصراع الدولي في جميع أبعاده, فهي أولاً بديل للصراع الجسدي وهي ثانياً تنظيم للعنف في صورة معينة وهي ثالثاً أداة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية.
الدعاية الدولية النشاط الدعائي الأمريكي في العراق
$13.00
الناشر: دار امجد للنشر والتوزيع
اسم المؤلف:د. عبد السلام السامر
سنة الطبع:2016
نوع الكتاب: الالكتروني
عدد الصفحات:330
ISBN:9789957990701