في الألفية الثالثة باتت المعرفة (قوة- بحسب المفكر اللبناني أنطون سعادة)، وتشكل عنصراً مضافاً لعناصر القوة الشاملة، التي باتت مبثوثة في مخرجات المفكرين الاستراتيجيين، ولعل ما تنماز به قوة المعرفة عن مثيلاتها أنها بلا ضفاف، فهي تظل مفتوحة في ظل تطور اللغة الرقمية، التي استطاعت أن تنقل العالم إلى عالم أكثر اتساعاً، فعالمنا المعاصر هو بالفعل عالم مختلف عما سبقه، فقد أنجزت البشرية من التقدم العلمي ما يتجاوز كل منجزاتها على طول تاريخها المكتوب، حتى أن حجم المعارف يتسع باستمرار، يقابله على الجانب الأخر، دائرة واسعة من المعارف غير المعروفة هي الأخرى تتسع.
إن السعي الحثيث للبشرية نحو الإمساك بتلافيف العلم والتكنولوجيا وفتح الآفاق من خلال البحث والتطوير، جعل الاكتشافات والاختراعات تتوالد بوتيرة سريعة جداً، حتى أصبح من الصعب التكهن بحدود المعرفة العلمية، ولم يعد الأمر مقتصراً على البلدان المتقدمة فحسب، بل أن هناك مساهمات يعتد بها لبعض البلدان النامية من مثل الهند، نتيجة وجود الاطر العلمية والعلماء من الشباب، وفاعلية التعليم المولد لهذه الخبرات، إلا أن ما يلاحظ هو استقطاب شركات العالم المتقدم لهذه الكفاءات واستثمارها بعيداً عن بلدانها، لما توفره الشركات من بيئة أعمال مناسبة تسندها الإمكانات العلمية والتقانية، بجانب الدخول المرتفعة التي تدفعها لهؤلاء الباحثين، وهو ما يعني هجرة لكفاءات العالم النامي ونقلاً عكسياً للموارد.
لم يكن يدور بخلد الخوارزمي أنه بأطروحته (0,1) الرياضية، ستكون مهماز التطور العلمي الكبير الذي يمارس دوره التأثيري والتغييري في التفكير وأسلوب الحياة، وصولاً إلى الصراعات والحروب، ولعل التسابق هو في أشده على الإمساك بتلافيف عالم الارقام والمعلومات، ولا يقتصر فقط على البلدان التي بلغت مبلغاً من التقدم والتطور، بل أن البلدان التي تتلمس طريق الانتقال إلى مجتمعات للتصنيع هي الأخرى تغذ السير بسرعة، والصراع غير المعلن ما بين مجتمعات الأرض على حجز مكانتها في عالم يتشكل بهدوء، هو الملمح الذي ستليه عاصفة التحول الكبير، وعندئذ فقط ستكون خرائط العالم أكثر وضوحاً واختلافاً. ومن المتوقع أن يتم تقسيم العالم إلى عوالم متعددة وفقاً لدرجة اكتسابها للمعرفة، بحيث تكون العوالم متوزعة بشكل ثلاثي أو رباعي، تبتعد فيه الدول الضعيفة في مجال العالم الرقمي والمعرفي إلى العالم الرابع. الذي يشكل مستهلك صاف لموارد المجتمعات المعرفية.
إقتصاد الرقم و المعرفة
$22.50
الناشر: دار كفاءة المعرفة للنشر والتوزيع
اسم المؤلف: م.م ولاء أياد الدلال – أ.د عبد علي المعموري
سنة الطبع: 2021
نوع الكتاب: ورقي
عدد الصفحات:355
الباركود: 9789923755327
الوزن | 1 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 24 × 17 × 2 سنتيميتر |
منتجات ذات صلة
العلوم الادارية والاقتصادية
$21.00
العلوم الادارية والاقتصادية
$15.00
العلوم الادارية والاقتصادية
أثر بناء الجدارات الوظيفية في تحقيق الميزة التنافسية لمنظمات الأعمال
$13.00
العلوم الادارية والاقتصادية
$28.00
العلوم الادارية والاقتصادية
$28.00
العلوم الادارية والاقتصادية
$60.00
العلوم الادارية والاقتصادية
$26.00
العلوم الادارية والاقتصادية
$21.00