يشير الكتاب في مضمونه الى أن بعد- ما بعد الحداثة ظاهرة ثقافية جديدة في النموذج الفكري الإنساني, تعود في تاريخها إلى نهاية العقد الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين ,تؤكد على الرفض غير الصريح لما بعد الحداثة إلى جانب السعي نحو استعادة الأسس الفكرية للحداثة التي فقدت قيمتها مع ما بعد الحداثة انطلاقاً من إيمانها بفكرة أن الحداثة مشروع لم يكتمل بعد, فهي لا تسعى إلى مركزة طرف معين وترك آخر, بقدر ما تسعى إلى مركزة جميع الأطراف , واستناداً إلى ذلك فهي تؤكد في جوهرها على الجمع بين الحداثة وما بعد الحداثة , وبما أنها ظاهره ثقافيه شاملة لابد أن تنعكس على الفن باعتباره جزءاً من الواقع الثقافي والفكري للمجتمع, لذا وقع الاختيار على هذه المرحلة الجديدة (بعد- ما بعد الحداثة) لدراسة انعكاساتها على الفن وما أحدثته من تغير وتحول في نظمه البنائية,وعلى الرغم من ندرة الدراسات التي تناولت هذه الظاهرة المعرفية الجديدة , ورغم صعوبة الحصول على المصادر المتخصصة بهذه المرحلة، إلا أن هذه الدراسة هي محاولة أولية لتسليط الضوء على أهم المظاهر الفكرية والمعرفية لبعد-ما بعد الحداثة والتي حاولتُ الكشف عن انعكاساتها في الفن. .