شهد العراق في القرن العشرين العديد من الازمات الداخلية التي كانت مثار الجدل بين الساسة من جهة وأفراد الشعب العراقي من جهة أخرى وعلى الرغم من حجم الدراسات التي عالجت مواضيع وأزمات مختلفة شهدها العراق إلا إن بعضها لم ياخذ حقه الوافي في البحث لا سيما المعالجة الاعلامية في أوقات الأزمات، إذ تعمل وسائل الإعلام على تشكيل آراء واتجاهات الجمهور إزاء الأزمة فضلاً عن سبل معالجتها، ولعل بقاء الأزمة أو حلها يكون مرهونا إلى حد ما بطبيعة المعالجة الإعلامية التي قد تدفع باتجاه تفعيل الأزمة أو العكس أن تعمل على حلها عن طريق تغليب الحل الوطني الذي يقود إلى التوافق الوطني في الأزمات السياسية الداخلية بعيدا عن التأزم والصراع، ولعل ذلك جعل دراسة التعاطي الاعلامي مع الازمات من الدراسات التي تحظى باهتمام متزايد في العصر الحالي.