يستمد الكتاب أهميته من أنه يتناول ويبحث في تأثير المتغير العسكري في العلاقات الثنائية ما بين دولتين اتسمت كل منها بالأهمية الإستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي، إذ إن روسيا كانت ولا تزال وربما ستبقى واحدة من القوى المؤثرة بامتياز على الأحداث بالمسرح الدولي، فهي من الناحية العسكرية قوة كبيرة ورثت أغلب تركة الاتحاد السوفيتي السابق من ترسانته العسكرية ومن الناحية الاقتصادية تحتوي على موارد هائلة وفي مقدمتها الغاز السائل فضلاً عن موارد أخرى لم يتم استغلالها إلى الآن سيجعلها من الدول الغنية في العالم فيما إذا تم استغلالها بصورة جيدة، فضلاً عن ذلك موقعها الجيوسياسي في قلب أوراسيا. وفي الجانب الآخر تقف تركيا والتي تعد هي الأخرى قوة إقليمية لا يستهان بها، فهي دولة ذات ثقل عسكري ديموغرافي واقتصادي وتتمتع بموقع استراتيجي جعلها بوابة حلف الناتو باتجاه روسيا الاتحادية، ومما عمق أهمية هذا الكتاب أنه يتناول العلاقات المذكورة في مدة زمنية لم يكن الهدوء من سماتها على الإطلاق.