التأريخ يعكس ماضي الأمم ويستلهم من خلاله مستقبلها، لذلك الواجب يحتّم علينا ان ننقل للأجيال اللاحقة تأريخنا نقلا صادقا وأمينا، لان من لا يعرف تأريخه سوف يصعب عليه فهم نفسه ودوره في الحياة، وبما ان التأريخ هو أهم مصدر من مصادر المعرفة، اعتمدنا صفحات منه لتدوين أوجاع المواطن الفلسطيني بشكل خاص، توزعت بين حاجاته الأساسية ومعاناته اليومية، وكذلك اقتراحات ورؤى مختلفة لمعالجة الموضوع .
ان مثل هذه الكتابات العلمية، هي ليست كلمات تقال لغرض الاستهلاك المحلي فحسب، بل ان القضية الفلسطينية، أو الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي من الموضوعات الحيوية التي تحتّم على جميع المثقفين المؤمنين بعدالة هذه القضية ان يعبّروا عن رأيهم بها لكي تتبلور الأفكار في إيجاد حلولا واقعية لها ابتداء من الخلاف السياسي، والتاريخي، والمشكلة الانسانية التي بدأت منذ عام 1897( المؤتمر الصهيوني الأول ) وحتى يومنا هذا، وهو جوهر الصراع العربي – الإسرائيلي، وما نتج عنه من أزمات و حروب، وما يجري حاليا في منطقة الشرق الأوسط.
لذلك يرتبط هذا النزاع بشكل جذري بنشوء الحركة الصهيونية والهجرة اليهودية إلى ارض فلسطين والاستيطان فيها، ودور الدول العظمى في أحداث المنطقة، وأساس القضية الفلسطينية هو مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وعدم شرعية دولة إسرائيل لاحتلالها الأراضي الفلسطينية، وما نتج عن ذلك من ارتكابها مجازر بحق المواطنين الفلسطينيين، وبهذا الشأن أصدرت الأمم المتحدة قرارات كثيرة مزدوجة المعايير لم تسهم في معالجة الموضوع، أو إنصاف الفلسطينيين حتى يومنا الحالي.