إتسمت العلاقات الامريكية – الصينية بالهدوء والاستقرار النسبي في حقبة الحرب الباردة، وتطورت تطوراً كبيراً مع زيارة الرئيس الامريكي (ريتشارد نيكسون) وبعد هذه الزيارة أعلنت الحكومة الامريكية والحكومة الصينية في بيان مشترك بالاعتراف المتبادل فيما بينهما وانشاء علاقات دبلوماسية تامة في العام 1979، إلاّ إنّ هذه العلاقات إتخذت منعطفاً آخر بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في العام 1990، اذ أنهى معه الاهمية الستراتيجية للصين التي كانت دافعاً للولايات المتحدة الامريكية في تأسيس علاقات معها، إلاّ إنّ زوال الاتحاد السوفيتي أتاح فرصة للصين للبروز كقطب دولي فاعل وأن يكون لها مكانة وتأثير في النظام الدولي، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أعطت الصين الاولية الى البناء والتطوير الداخلي لاسيما في الناحية الاقتصادية اذ إزدادت وازدهرت تجارتها بشكل ملفت، فضلاً عن زيادة انفاقها العسكري، أذ ترى الصين إنّ القوة الاقتصادية لوحدها غير كفيلة لتحقيق المكانة والنفوذ في النظام الدولي، هذا الامر جعل انظار الولايات المتحدة الامريكية تتجه نحوها وأصبحت تتوجس خيفة من ان تصبح الصين قوة عظمى تنافسها على مكانتها في النظام الدولي التي تمتع بها منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، أذ إنّ الولايات المتحدة الامريكية تهدف دوما الى أن تكون القوه المهيمنة في العالم وإبقاء سيطرتها عليه ومنع ظهور قوة اخرى منافسه لها، وهي ترى بأن الصين تسعى للوصول الى مرتبة القوة العظمى القادرة على التأثير في حركة التفاعلات العالمية وهذا الامر كفيل بأن يسود التنافس فيما بينهم.
ولذلك فإنّ العلاقات الامريكية – الصينية لم تتأثر بزوال الاتحاد السوفيتي بل بالعكس، أصبحت من أكثر العلاقات تعقيداً نتيجة لكثرة المتغيرات المؤثرة فيها سواء كانت داخلية ام خارجية والتي حتمت على الدولتين التفاعل المستمر، والتي تعدّ المحرك الاساس لهذه العلاقات، والتي أصبحت تنطوي على اشكال التعاون والتنافس في وقت واحد، والذي بدوره ينعكس على البيئة الاقليمية والدولية لهذه العلاقات.