يشكل الدين والعرق والثقافة عوامل اساسية لتكوين الهوية وسبلاً من سبل تميزها واختلافها ومثل هذا الاختلاف هو الدافع الاساسي لتحرك من يحمل هذه الهوية في تعامله وتفاعله مع الاخر المختلف، وفي ظل هذا التفاعل تتشكل انماط من العلاقة تختلف باختلاف الظروف التاريخية وتتنوع بتنوع سبل التفاعل مع الانظمة السياسية والثقافية القائمة، وهو ما يدفع بالهوية لان تتكيف مع ظرف فرض عليها فحينا تكون هوية منفتحة وحينا تكون منغلقة وحيناً تدفع بها الظروف لان تكون أكثر تعصباً وتحسساً من العلاقة مع الاخر، ذلك إن وجهة النظر التي نتخذها عن انفسنا تحددها النظرة التي يضعها الاخر لنا في احيانٍ كثيرة حتى وان كانت نظرة غير صائبة ويسودها التعميم، وفي ظل مثل هذا التقسيم تنشأ هويتين هوية شمولية جامعة تعمل على تضخيم تاريخها ودورها وهوية فرعية تشعر بانها تعامل بدونية وتهميش لدورها وتاريخها وفواعلها الاجتماعية. وغالباً ما تعمد الفئة المهيمنة إلى وصف الجماعات الاخرى بأوصاف منمطة فهم حيناً برابرة أو متوحشون او ذو لون مختلف وقد تسحب عن الاخر المختلف صفته الانسانية إذا ما رافق تميز هويته تباعد مكاني وجغرافي عن هوية المركز وعاصمته، وأي صفة تشعر الاخر المتفوق بهيمنته وبرضاه عن ذاته تتم ادامتها بوسائل عديدة تكون محصلتها في النهاية زيادة في تهميش الاخر المختلف وتقليصاً لفرص تحرره من هيمنة الصورة النمطية التي وجد ذاته عليها منذ امد بعيد.