الفكر الاسلامي الاقتصادي مرتبط وبشكل اكيد بمصدري التشريع الاسلامي، وهما الوحي والوجود، الوحي الذي يمثله علم القرآن العظيم: هو أرفع العلوم قدراً. وأجلَّها خطراً، وأعظمها أجراً، وأشرفها ذكراً، وأنَّ الله أنعم عليَّ بأن شغلني بخدمة القرآن الكريم، وتعلمه وتعليمه، وشغفني بتفهم معانيه وتحصيل علومه، فاطلعت على ما صنَّف العلماء رضي الله عنهم في تفسير القرآن من التصانيف المختلفة الأوصاف، المتباينة الأصناف، فمنهم من آثر الاختصار، ومنهم من طوَّل حتى كثر الأسفار، ومنهم من تكلم في بعض فنون العلم دون بعض، ومنهم من اعتمد على نقل أقوال الناس، ومنهم من عَوَّل على النظر والتحقيق والتدقيق، وكل أحد سلك طريقاً نحاه، وذهب مذهباً ارتضاه، وكُلاًّ وعد الله الحُسنى، فرغبت في سلوك طريقهم، والانخراط في مساق فريقهم، وأخذت أتتبع الآيات القرآنية وما تلوح منها من فوائد ودُرر، فوقع نظري على قوله تعالى: فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ) وأخذت أقرأ وأتتبع تفاسير المتقدمين والمتأخرين لهذه الآية، فوجدت فيها من الكنوز مالايخفى على كل ذي لُبٍّ، فتوكلت على الله وعقدت العزم على استخراج ما فيها من كنوز وجواهر…. المؤلف