يعد استقراء مناهج المؤرخين المسلمين على جانب من الأهمية، وذلك لتحديد اتجاهات كتابة التاريخ الإسلامي، وتأتي هذه الدراسة ضمن حقل الدراسات التاريخية التي تهتم بالكشف عن جهود المؤرخين العرب والمسلمين، وتبين منهجهم في التأليف وأساليبهم في تناول الأحداث التي شهدها تاريخ الأمة العربية، وتاريخ الأمم الأخرى، إذ تعد الدراسة من هذا النوع ذات أهمية في دعم مناهج البحث العلمي التاريخي العربي الإسلامي.
ومن منطلق المدارك أعلاه وجدنا أن دراسة أولئك المؤرخين والعلماء وتحليل مناهجهم التاريخية دراسة علمية مستفيضة ضرورة لا غنى عنها، ووقع اختياري على موضوع (موارد ابن الوردي “ت749هـ/1348م” ومنهجه في كتابه تتمة المختصر في أخبار البشر) عنوانًا لأطروحة الدكتوراه، لكون ابن الوردي مؤرخاً وأديباً وشاعراً وقاضياً، وله عدة مؤلفات في الأدب والشعر والتاريخ والجغرافية والفلسفة والتصوف، ولم يلق ابن الوردي العناية التامة من قبل الباحثين بالمستوى الذي يستحقه، أو يوازي الجهد الذي بذله في كتابه (تتمة المختصر) الذي يعد من الكتب الموسوعية التي جمعت بين التراجم والحوادث التي لم ينس ابن الوردي أن تكون جامعة لكل الأمور السياسية والعسكرية والإدارية والثقافية والأدبية والجغرافية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية وغيرها من الأمور، ولكون كتابه لم يدرس دراسة أكاديمية وهو موضوع يستحق الوقوف عليه.