يعد الثأر من الظواهر الاجتماعية التي تركت أثاراً في المجتمع العربي قبل الإسلام ،لما ينتج عنه من تنامي للأحقاد والضغائن وتزايد في حدة الخلافات والعداوات التي تتوارثها الأجيال جيلا” بعد جيل أخر، فيدفع الأبناء والأحفاد ثمن أخطاء أبائهم وأجدادهم ويبقى نزيف الدم يسيل دون توقف مخلفاً أيتاماً وأرامل ثكالى .
لقد استمرت ممارسة الثأر في العصور الإسلامية على الرغم من الأسس التي أرساها الإسلام من اجل أيجاد مجتمع صالح يسود بين أبنائه الحب والوئام والتكاتف ، مجتمع يتمتع أبنائه بالأمن والأمان ويكفل لهم صيانة وحماية أرواحهم وإعراضهم وأموالهم، لذا شرع الاسلام العقوبة وفي مقدمتها عقوبة القصاص من القاتل وحده دون ان يتعدى الأمر الى الآخرين من أهله وعشيرته .
لم يقتصر الثأر على القتل فقط أنما تعداه الى الكراهية والحقد والتشفي ، والثأر لعله كل ممارسة يقوم بها شخص ضد آخر بقصد الانتقام منه والتشفي مدفوعا بحقد لموقف سابق قام به الأخر بحقه ، وهو مفهوم مخالفا للتسامح والعفو ، في التعامل مع الأخر الضد .
أن أهمية موضوع الثأر باعتباره ظاهره اجتماعية لا تزال موجودة في جميع المجتمعات العربية حتى يومنا هذا والآثار السلبية التي تنجم عن الثأر، فضلا” عن عدم وجود دراسة أكاديمية تسلط الضوء على الثأر في العصر الأموي كل ذلك شكل دافعا” لاختياره كموضوع وتقديم دراسة بسيطة عنه قد تساهم في سد النقص ورفد المكتبة العربية الإسلامية .