الإمام المؤرخ الأديب ” جعفر بن ثعلب الإدفوى”ت748هـ من مؤرخى العصور الوسطى في العهد المغولي بدولة المماليك في مصر وذلك لعدم وجود ترجمة أدبية لفضيلته رغم أن كتبه تُعتبر مراجع تاريخية للباحثين عن تاريخ وادى الصعيد في مصر ونجبائه، أو مناجزى ونشطاء العالم الإسلامي في القرن الخامس ثم السادس و السابع الهجرى الثالث عشر الميلادي.
وسيرته الذاتية جديرة بالطبع لما تحويه من تاريخ مماليكى عصر المغـول متضمنا الإخبار عنهم وكيفية عهدهم آنذاك ؛فلم تُسجل عنه إلا مصنفات قليلة ظنا من الكُتّاب والباحثين أن زمنهم كان خرابا وتدميرا وسلبياتهم أكثر من إيجابياتهم بينما الواجب ذكر الثانية لنأخذ منها العبر والعظات والخبرات، والأولى لتلافيها فيما بعـد؛ لكون التاريخ منارة تضىء لنا الحاضر والذى منه نستمد المستقبل.
وكما يقول الإدفـوى نفسه: ” فإن التاريخ فن يُحتاج إليه وتتوقف الصناعة عليه إذ يعرف الخلف أحوال السلف ويتميز منهم المستحق للتعظيم والتبجيل ممن هو أهون من النقير وأحقر من الفتيل، ومن وُسِم منهم بالجرح ومن رُسِم بالتعـديل، وما سلكوا من الطرائق واتصفوا به من الخلائق وأبرزوا من الحقائق للخلائق، وأيضا من أقوى الأسباب في حفظ الأنساب أن تنساب، وقد وضع فيه السادة الفضلاء والأئمة العلماء كتبا تكاثر نجوم السماء ثم منهم من رتب على السنين ومنهم من رتب على الأسماء ليكون أسنا واسمى، ثم منهم من خص بعض البلاد ومنهم من عم كل قطر…”