لدينا بلدان في مصرنا تتشابه أسماءها؛ فتؤدى لوقوع المصنفين في خطأ إنساب الإئمة لغـير بلدانهم مثل: قرية تقع في محافظة سوهاج بوسط الصعيد تدعى” إدفا” والمنتسب إليها يكون ” إدفاوى”، ومدينة بجنوب الصعـيد بإسم ” إدفـــو” وكاتبا تلك السطور منها ــ والمنتسب إليها” إدفــوى” وهى منحـدر الأمام الإدفـوى طيب الله ثراه، ثم هناك في الوجه البحرى بشمال الدلتا مدينة ” إدكو” والنسب إليها” إدكوى” وأيضا “إدفينا” والنسب إليها” إدفينى” للتخفيف، وفى البحيرة بقرب الإسكندرية بلدة تُسمى ” أتفو” والنسب إليها ” أتفوى”… إلخ. وللإمام الإدفـوى عدة ألقاب منها” أبو بكر” وذلك يتردد كثيرا في الأوساط العـلمية، وفى الأوساط الشعبية يتردد لقب” المتولى” ويعـنى متولى شئون المدينة والقائم بمسئولياتها، وأيضا لقب ” أبو الفَقَيَهْ” وتعنى “أبو الفقهاء” وللتخفيف لغـويا لخدمة اللهجة الشعبية تُرفع الألف الأخيرة والهمزة وتوضع ياء في وسط الكلمة فتصـــير” أبو الفَقَيَه” بمعنى أستاذ الفقهاء وليس كما يعـتقد الكثيرون أن الكلمة مفرد فقهاء ولكنها جمع مخففة كما ذكرت آنفا كمثل (البُلَغة وأصلها البُلَغاء)… وأيضا نسب ” الإدريسى” لنسبته للسادة الأدارسة الأشراف، ولقب” العمدة”ويماثل لقب ” المتولى” كما جاء مسبقا وبالله التوفيق. وعود على بدء تناولنا في مباحثنا بكتابنا هذا تمهيد وعدة فصول مبدوءة بالفصل الأول عن منشأ الإمام الإدفوى وطبيعته الجغرافية ويعـقبه الفصل الثانى موضحين الحالة الدينية عصر الدولة الإخشيدية وهى بداية حياة الإمام ثم الفصل الثالث من مناقب الإمام الإدفوى وولديه يليه الفصل الرابع معتقده ومذهبه ويردفه الخامس مصنفاته الأدبية ثم الفصل السادس المصادر التى اعتمد عليها الإمام في مصنفه وبعده الفصل السابع وهو تحقيق لمدفن الإمام بين التراث ورفع الألتباس و يعقبه الاجتهاد بالتحدث فى الفصل الثامن عن الروح ومحبسها وبعـض خصائصها التى وصلتنا بالأحاديث النبوية وبصيرة الأولياء الصالحين. وبعد ذلك يأتى الفصل التاسع والأخير ويشرح بعض ترجيحات الإمام بين المُفسرين من تفسير سورة الكهف وكل ذلك عملا بقول سيدنا رسول الله عن أبي هريرة – رضي الله عنه قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم. وذلك إمعانا في التزيد بالأعمال الصالحة مع الأبناء البررة وآلاء الله السخية.