فهذه بحوث نشرت في مجلات محلية وعربية محكمة، قسم منها في العراق، وقسم آخر في مصر، وآخر في الإمارات العربية المتحدة، فارتأيت إتماماً للفائدة أن تجمع في كتاب يكون تحت متناول اليد يفيد منه القارئ الكريم، ووسمته بـ(دراسات في نقد التحقيق)، وقسمته على خمسة فصول، فجاء الفصل الأول بعنوان(شرح لامية العرب للتبريزي- نسبة وتوثيق)، وقام هذا الفصل على أمرين، النسبة والتوثيق، أما النسبة فنفيت أن يكون هذا الشرح للتبريزي ونسبته إلى شارحه الحقيقي، وفي التوثيق تتبعت محقق الشرح في عمله ونبهت على الهفوات التي وقع فيها.
في حين جاء الفصل الثاني بعنوان(كتاب دُرَرِ الحِكَمِ للثعالبي بين تحقيقين- نظرات في المنهج والتحقيق)، إذ تناولت فيه الكتاب بالدراسة والنقد والتقويم، وقد حُقِّقَ الكتاب تحقيقين الأول: حققه يوسف عبد الوهاب، وصدر عن دار الصحابة للتراث بطنطا-مصر، 1995، والثاني: بتحقيق السيد يوسف أحمد، وصدر عن دار الكتب العلمية-بيروت،2012.
أما الفصل الثالث فجاء بعنوان(شرح المعلقات التسع لأبي عمرو الشيباني- دراسة نقدية في منهج تحقيقه)، إذ قامت هذه الدراسة على هذا الكتاب، الذي نُسِبَ إلى الشيباني عن طريق الخطأ، ولم يوفق محقق الكتاب في نفيه عن الشيباني أو إثباته له، وذلك راجع في تقديري إلى عدم اكتراث المحقق بضوابط تحقيق النصوص وأصوله.
أما الفصل الرابع فجاء بعنوان(شرح لامية العرب للنقجواني- دراسة نقدية في نسبة الشرح ومنهج تحقيقه)، إذ تناولت فيه هذا الشرح الذي حققه د. محمود محمد العامودي، ونسبه عن طريق الخطأ إلى النقجواني دون أي دليل يثبت صحة كلامه، مما أغرى الباحث بقراءته؛ لأن الشارح للامية العرب لم يكن مشهوراً كبقية الشراح الذين تناولوا اللامية بالشرح، مثل: المبرد والزمخشري والتبريزي والعكبري، وَعُدَّ هذا الأمر أيضاً دافعاً إلى أن أتناوله بالدراسة والنقد للخروج برؤية واضحة عن الشرح وشارحه.
على حين جاء الفصل الخامس بعنوان(شرح ديوان عنترة بن شداد للتبريزي- دراسة نقدية في منهج تحقيقه)، إذ تناولت في هذا البحث شرح الديوان الذي نسبه إليه محققه عن طريق الخطأ، ودون أي دليل يؤكد ما ذهب إليه، فاستطعت من خلال قراءة الشرح وسيرة التبريزي ومؤلفاته أن أثبت أن التبريزي ليس لديه أي شرح بهذا العنوان، ليس لعدم قدرته على شرح ديوان عنترة، وإنما لم يذكر أحد من القدماء والمُحْدَثين أي شرح له لديوان عنترة، والتبريزي شارح مهم من شُرَّاح الأدب العربي؛ ومكانته كبيرة بين العلماء، فهو من أئمة اللغة والأدب، وله العديد من الشروح والمؤلفات اللغوية والأدبية.