كتابنا هذا يأتي في إطار المحافظة على الأصل الدلالي للفظ على تطور الزمن، فتواصل الفهم بين الأجيال للنصوص القديمة وتراث الأمة أمر من الأهمية بمكان، ومنه الاهتمام والعناية بالدراسة المعجمية لكلام العرب , وعلى اختلاف قبائلهم وتنوع لهجاتهم وتباين وجوه نطقهم, فمنه الفصيح والأفصح، والقليل، والشاذ، وينصب الجهد في درس ظاهرة التضاد على أثر اختلاف ضبط البنية التركيبية للمفردة , والوقوف على مدى الاتفاق والاختلاف بين معاني المفردات ومضامينها هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تهدف الدراسة إلى الوقوف على تراكيب الألفاظ, وبيان المعاني التي يتناولها أصحاب البيئة اللغوية , و التي قيلت وذاعت فيها ظاهرة الأضداد ؛ وانطلاقا من هذه الفكرة وقفت على مخطوط ثمين للشيخ محمد المدني رحمه الله ت 1200ه , وهو يعد مصدرا خصبا لمن يريد أن يدرس اللغة وعلومها, فقد رصد مفردات استعملت في كلام العرب ضمن ظاهرة المشترك اللفظي, وخصها برسالة تقع في بيان الأضداد , كتبت بلغة عالية لا يدركها إلا أهل الاختصاص , فضلا عن ذلك فإن الدراسة هي محاولة لضبط المعاني في إطار المباني, والعربية متنوعة بفنونها وآدابها ومصادرها، والتراث الكبير الذي آل إلينا منها, يعد من الجهود المتميزة لعلماء اللغة, الذين هم ثمرة مجد الأمة , ومرآة النضج الفكري والعقلي لها ,وقد أثروا المكتبة الإسلامية بعيون أدركت الحكمة والمعرفة , وفي كلّ أبواب العلم، فاستخلفوا تراثهم وديعة غالية وأمانة ثمينة لدى الأجيال