لم نختر الدراسة على المستوى السيموطيقي للنص في شعر المقالح صدفةً وإنما هي المكانة الوجدانية التي يحتلها شعر هذا الرجل في نفسي من حين كنتُ طالباً في الصف السابع من المرحلة الأساسية، وتتبعي لنتاجه الأدبي المتميز ولإحساسي بعدم الوفاء إذا لم يدرس شعر المقالح دراسةً من هذا النوع، وقد قسمنا الدراسة إلى أربعة فصول كان الفصل الأول مهاداً نظرياً بيَّنتُ فيه رؤيتي للنص وللعملية الإبداعية بشكل عام وتحدثت عن الصورة بوصفها جوهر العملية الشعرية والإبداعية وفي الفصل الثاني من الدراسة تناولت مرحلة الجحود واضطراب اليقين وقد سار في ثلاثة مباحث تناولت في المبحث الأول الصورة التشبيهية بالدرس السيموطيقي للنفاذ من خلالها إلى ما ورائها، وكذلك فعلت في المبحث الثاني وهو الصورة الاستعارية وكان المبحث الثالث الصورة الرمزية بوصفها التجوز الدلالي الذي ينتهي إليه الرمز
الفصل الثالث مرحلة الأمل الواقعة بين الشك واليقين
والفصل الرابع مرحلة اليقين
والدراسة تتجه إلى التأويل السيموطيقي انطلاقاً من جمالية التلقي وجمالية التعالق النصي ولا شك أن الصورة بوصفها بنية خيالية كانت المهيمنة التي دفعتنا للاهتمام بها أكثر من سواها ولا نعني بالصورة الشعرية استرداد الظاهرة فيزيائياً وإنما هي الصورة بصفتها شعرية أي الصورة المتنامية التي تتكون من مجموعة عناصر متداخلة تؤدي إلى الصورة الكلية التي تشع بدورها بإيحاءات تقودنا إلى المعنى الخفي الذي تستنتجه القراءة باعتبارها مستوىً جمالياً، والجمالية كما يرى ياوس تكمن ((في الطريقة التي يؤول فيها المتلقي العمل الأدبي ))