مما يسم إفرادا المنحى الوظيفي في اللسانيات العربية الحديثة سعيه في إحراز “الكفاية الإجرائية” إضافة إلى الكفاية التفسيرية (التداولية والنفسية والنمطية) وتوجهه نحو الإسهام ما استطاع في مجالات اجتماعية وثقافية حيوية كتعليم اللغات عامة واللغة العربية على الخصوص فضلا عن مجال دراسة اللغة العربية وتنميطها ورصد تطورها.
أفاد تدريس اللغة العربية من المقاربة الوظيفية مفاهيم وآليات حيث تعتمد مقترحاتها في تلقين عدد غير يسير من الظواهر اللغوية المركزية كالتبئير و الاستفهام والعطف والاستلزام التخاطبي وغيرها.
في هذا الاتجاه، أعد كتاب الأستاذ عبد الوهاب صديقي موضوعا ومعالجة خير امتداد وأحسن تحيين للعمل الرائد الذي قام به الأستاذ علي أوشان منذ عقدين ومثالا متميزا لما يجب أن يكون عليه البحث الرامي إلى الوصل العلمي الممنهج بين النظرية اللسانية وممارسة تدريس اللغات.