لكل شيء في الكون مرجع وأساس، يرجع ويفزع إليه، فإذا كان مرجع المجتمع ومفزعه إلى الأسرة بكونها الأساس والأصل، وكونها النواة الأولى في بناءه، إذ بصلاحها يكون المجتمع صالحا، وبانحلالها يكون كذلك، لذا لمكانة الأسرة وأهميتها أردنا الخوض في تنظيمات الأسرة في عصر الجاهلية، مبينين دورها في خلق المجتمع قبل ظهور الإسلام، فلأجل هذا كله كان عنوان هذا الكتاب موسوما بعنوان: (البعد الحضاري والاجتماعي عند العرب قبل الاسلام “الاسرة” دراسة تحليلية), ولا يخفى أن مكتبة التاريخ تضم كنوزا ثمينة، ومعادن نفيسة، وان على من أراد استخراج سبائكها تخليصها من التراب العالق بها، ومن رام قطف زهر حدائقها أن يحذر أشواكها.