ان المتتبع للسير العطرة لائمة اهل البيت عليهم السلام سوف يلاحظ تنوع وتشعب الجوانب التي عنى بها الائمة في حياتهم من تفاعل مع القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية فكانوا بحق خلفاء لله في ارضه ومحققين بذلك ما نصت عليك الآيات البينات من كتاب الله العزيز وما اوصى به جدهم المصطفى صلوات الله وسلامه عليه واله، ساعين لبناء المشروع المحمدي العلوي الاصيل بما امتلكوه من بصيرة نافذة وعلم رباني ووصايا يتبعها الخلف عن السلف.
لقد سعى الكاتب لاجتزاء جانب مهم من الجوانب المتعلقة بحياة ائمة العصمة صلوات الله وسلامه عليهم الا وهو جانب المقاومة السياسية ولقد ابتدأنا هذه الدراسة بالكتابة عن المقاومة السياسية لدى الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه والذي تقلد الامامة في مرحلة خطيرة وحساسة من التاريخ الاسلامي واتخذت مقاومته لنظام الحكم طابع العلم وجمع وتصنيف علوم ال محمد صلوات الله وسلامه عليهم، متخذاً اسلوب الحوار مع الاخر نهجأ لكشف ما تحاول السلطة تزييفه واضافته لتشويه معالم الدين الاصيل ولتبرير استلامها للسلطة واحتكارها لمصدر لحقائق الدين ومناهجه، وبالتالي اضفاء قدر من الشرعية على نظام حكمها القائم على الاغتصاب والقهر وسلب الحقوق.
ان من شأن تطوير الجانب العلمي والفقهي في حياة الامة وتطوير قدرات ابنائها على الحوار والجدل ان تفضي لمقارعة السلطان الحجة بالحجة وتمكن الاتباع من نشر علوم اهل البيت عليهم السلام بتطوير اسلوب يقوم على المنطق والعقل والدليل المستند على القرآن الكريم والسنة النبوية المستقاة من نبعها الاصيل والصافي.