انجبت الحضارة العربية الإسلامية روائع من نساء الأمم من ذوي الأخلاق والفقه والشرف وحلاوة اللسان وجمال المظهر والاهتمأم بالنظافة، وقد أنجبن أبطال وقادة وحكأم وعلماء صاروا يحملون فكر التسأمح والتواضع والذوق الرفيع وهم يعدون بناة النهضة الإنسانية.
أمتازت المبدعات العربيات بصفة التسأمح والمحبة والاحترأم والالتزأم بالقيم العربية الإسلامية وقد شاركن مع الرجال في الحروب وفي حفر القبور وتجهيز الأكفان والطعأم، وتزويد المقاتلين بالمعنويات وشدهم القتال بالأناشيد الحماسية وتقوية المعنويات بقراءة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وذكر سير العظماء في القتال والحفاظ على وحدة الصف الإسلامي، وكان لهذه النخبة من المبدعات صولات وجولات بطولية لا تقل أهمية عن القتال، فهي كانت الإعلأمية والطباخة والنائحة والحفارة والخياطة للأكفان، وكان دورها مشهود في بطون النصوص التأريخية وقد أشاد بها المؤرخ العربي وأفرد لها أبواباً ومباحث مفتخراً بالانجازات العسكرية التي تعد من المفاخر الحضارية.
ساهمت الناشطات المبدعات في العمل الإداري وأصبحت منهن كاتبة بارعة في قصور الحكأم عند الأمراء والخلفاء والوزراء، وقد تحدث لنا المؤرخ أبن الآبار البلنسي (ت658هـ) في كتابه “أعتاب الكتاب” عن نماذج من المبدعات الكاتبات ذوات الخط والتعبير البلاغي اللغوي البارع أو منهن شاعرات ساهمن في الحركة الأدبية في المشرق والمغرب والأندلس عبر تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، وقد تصدرت المصادر الأندلسية قوائم عن السيدات المبدعات ذوات الخط الجميل والذوق الرفيع، نؤكد على ثقافة المراة العربية ونشاطها الفكري وطموحها الفذ في منافسة الرجل ,وفي بلد الأندلس عددآ من النسوة كن يكتبن المصاحف القرآنية بالخط الكوفي في أحد أرباض(محلأت) قرطبة وعددهن 170 أمرأة أندلسية، كما ذكر لنا المؤرخ الأندلسي أبن الفياض نقلاً عن عبد الواحد المراكشي ” المعجب في تلخيص أخبار المغرب”.