لقد جاء الإسلام إلى الناس كافة دون تمييز ولا إستثناء ، ليهديهم وينقذهم من الضلالة إلى النور وينصف المظلوم ويحقق العدالة للجميع ، ولما كانت المجتمعات والمجموعات متباينة في العادات والتقاليد والثقافات والمصالح لذلك سيكون تطبيق المبادئ الجديدة عند المجتمعات المتقاربة مع تلك المبادئ أكثر رسوخاً من تلك التي ثقافاتها بعيدة ورسوخ عقائدها القديمة في عبادة الأشخاص والجماعات لذلك فسيكون ترسيخ عقيدة الإيمان بالله عندهم تتطلب وقت وجهد كبير مع نقل جزء من تقاليدها وعاداتها وعقائدها الراسخة إلى المجتمع الجديد المؤمن الموحد لله تعالى .
إن دخول الأعاجم إلى الإسلام سبب الكثير من المشاكل بفعل أعجميتهم وعدم فهمهم الفهم الصحيح لمبادئ الإسلام ، إضافة إلى المصالح الخاصة وتعارضها مع هذه المبادئ ، لذلك نجد أن الأعاجم سببوا الكثير من المشاكل عند دخولهم الإسلام ، إذ نقلوا عاداتهم وإعتقاداتهم أي دياناتهم القديمة كالحلول والتناسخ وتقديس الإنسان إلى حـد العبـادة .
الحلول والتناسخ هي إعتقادات قديمة للديانات الهندية والصينية والفارسية، جاء بها هؤلاء وزرعوها في مبادئ وعبادات المسلمين عن طريق الدس والكذب والتحريف والتأويل ، لذلك وجدت هذه الفرق والمذاهب والجماعات والأحزاب التي إفترقت إليها الأمة من تدبير أهل البدع والحاقدين على دين الإسلام وأهله .
لذا أصبحت الحاجة ضرورية لمعرفة أسباب خروج وتأسيس هذه الفرق والمذاهب والجماعات والأحزاب ودوافعها وأهدافها وأسمائها ، وأي الأقوام التي إنتمت إليها وأماكن إستقرارها وتأثيرها على العالم الإسلامي .
لذلك شمل هذا الكتاب دراسة تاريخية للإفتراق والفرق والمذاهب والجماعات والأحزاب الإسلامية في أكثر بقاع العالم الإسلامي ، التي تم جمعها وحصرها في هذا الكتاب من عدة مصادر ومراجع ، إذ تم ذكر هذه الفرق والمذاهب والجماعات والأحزاب الإسلامية مع الإشارة إلى الخطوط العريضة لأفكارها وعقائدها وأشهر شخصياتها ومناطق إنتشارها .