أمتنا العربية كانت منذ القدم بمثابة الأم لكافة الأمم ولا تتوافق كلمة “أم” وكلمة “أمة” لفظاً ومضموناً سوى في اللغة العربية دون سواها؛ لأنها فعلاً بمثابة الأم لكافة الشعوب والأمم التي تفرعت منها، حيث أن الحياة على الأرض عندما وجدت الأول كانت في هذه الأرض التي تشكل الوطن العربي، لأن الجليديات كانت تشغل مساحة كبيرة من العالم في الشمال والجنوب مما آثاره باقية حتى اليوم في القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي.
لذلك كانت ثقافتنا وما زالت ذات مضمون حضاري إنساني، لم تعرف شيئاً من تلك المذاهب العنصرية والاستعمارية التي نشأت في الغرب من فاشية ونازية وصهيونية إجرامية حاقدة.
ثقافتنا تفاعلت مع كافة ثقافات الأمم والشعوب تفاعلاً حضارياً خلاقاً.. أخذنا من غيرنا ولكن أعطينا لغيرنا أكثر مما أخذنا بكثير والثقافة العربية في العصور الوسطى كانت هي السائدة وكانت هي الأساس التي بنيت عليها الحضارة والمدنية الإنسانية المعاصرة بما فيها من علم وفكر وتراث وإبداع.
نقدم في هذا الكتاب مجموعة رائعة من الشخصيات الإسلامية التي قدمت تاريخاً نعتز به على مر العصور ، كان بمقدمتهم الخلفاء الراشدين ، ومجموعة من الصحابة التي كانت لهم بصمة واضحة في تاريخنا الإسلامي ، والتي كان لها الأثر الواضح في الإسلام .