القرآن الكريم معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم الخالدة التي تعهد الله بحفظها ، وهو دستور الأمة الذي ينظم حياتها ويكفل لها الرقي والقوة في شتى مجالات الحياة، إن هم تمسكوا به وعملوا بما فيه، وإن أعرضوا عنه لتحكمهم أهواؤهم وشهواتهم ذلوا وضعفوا واستكانوا.
وقد تنوعت مقاصد سور القرآن الكريم، فمنها ما أخبر بقصص الأنبياء، ومنها ما فضح المنافقين وكشف أحقادهم الكامنة ضد الإسلام، ومنها ما بين أحكام المعاملات المالية، وما إلى ذلك من الموضوعات المختلفة التي تشكل في مجملها تشريعاً متكاملاً ينظم حياة المجتمع المسلم.
وقد جاءت سورة الأحقاف – التي نحن بصدد تفسيرها – لتركز على موضوع الرسالة والرسول، لإثبات صحة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وصدق القرآن،عبر عدة محاور منها: الحديث عن معجزة القرآن الكريم، وإبطال عبادة الأصنام التي اتخذوها آلهة من دون الله. وذكر نموذجين من نماذج البشرية في هدايتها وضلالها، ثم تطرقت السورة إلى ذكر قصة هود عليه السلام مع قومه عاد، وقصة النفر من الجن الذين آمنوا بالله بعد استماعهم إلى تلاوة القرآن الكريم.
ثم جاءت سورة الفتح لتتحدث عن صلح الحديبية الذي تم بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، والذي كان بداية للفتح الأعظم (فتح مكة) وبه تم العز والنصر والتمكين للمؤمنين، ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
كما تحدثت السورة عن جهاد المؤمنين، وعن بيعة الرضوان، التي بايع فيها الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله حتى الموت..