راعى الله ـ جل في علاه ـ اختلاف لغات القوم، فهم وإن اتحد لسانهم، إلا إن لغاتهم اختلفت في بعض من ألفاظ المعجم، وفي مخارج بعض الأصوات، والاستعمالات… فكان وأن أتت القراءات القرآنية بما يطابق حالهم، ويتفق مع واقعهم، فخطاب الله لعباده عبر نبيه كان خطابا توعويا، روعي فيه حال المدعوين، وما به يتم مطابقة الكلام لمقتضى الحال، ومن هنا فقد كان دور اللغة في إيصال الدعوة دورا أساسيا في التواصل مع المخاطبين.
والقراءات القرآنية وإن اختلفت مظاهر بعضها، فهي في مجملها لم تخرج عن اللسان المعرب. قال تعالى: ﴿ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين﴾. ولقد جر هذا الاختلاف إلى اختلاف بعض المعاني، التي لم تتجاوز ما رسمه الله في كتابه، إلى جانب أن هذا الاختلاف لم يكن ظاهرة عامة تحققت في كل القراءات، بل كان في قراءات معينه. .