شكلت ظاهرة التزييف العميق قلقاً كبيراً لدى المجتمعات مؤخراً، لا سيما مع تنامي القدرات الرقمية الحديثة، وتعاظم دورها في الحياة الافتراضية، ويعد التزييف العميق من الأساليب العدائية التي يمكن أن تستعمل ضد شخصية معينة أو جهة ما؛ لغرض تشويه صورتها أو الإساءة إلى سمعتها.
ومع التطور الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي ودخوله إلى أغلب مجالات الحياة، وتحوّله من أوامر حوسبة إلى حقيقة موجودة على أرض الواقع، تُنفِذ الأوامر التي تُعطى لها؛ استفادت خوارزميات التزييف العميق من هذه القدرات التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي ووظفتها في خدمة الحروب التي يرغب متقنو التزييف العميق شنَّها ضد خصومهم أو الجهات التي يرومون عداءها، وهذا السلوك لم يقتصر على العداء والخلافات فحسب، بل تطوّر إلى حروب كبرى يمكن أن تنفذها جهات عالمية، لا سيما مع بروز الأمن السيبراني والحروب التي تقع تحت مظلته؛ لهذا باتت معادلات الحروب الرقمية خطراً يربك العالم بأسره، وصار الإعلام والفضاء الرقمي للمعلومات أرضاً افتراضية صالحة لاندلاع هكذا أنواع من الصراعات التي تهدد استقرار الدول وشعوبها، وتبث الرعب في النفس البشرية، وتعيق الأمن داخل عقولهم….