يعد التضليل الإعلامي من أخطر الآفات التي قد تصيب الوعي الإنساني و أبشع الأسباب المؤدية إلى غيابه عن جادة الإدراك السليم، فالتضليل الإعلامي يستعمل ميادين متعددة و مجالات مختلفة و لا سيما في ظل انتشار ما يعرف بـ “خلايا الذباب الإلكتروني” في الفضاء الإلكتروني الذي يشمل وسائل الإعلام و لا سيما الحديثة منها و المتمثلة بمنصات التواصل الاجتماعي، إذ اتخذت منها بيئة مثالية تحلق فيها بكل حرية و تبث بوساطتها سمومها على الجمهور المتلقي؛ إذ يطرأ تأثير ذلك الذباب الإلكتروني على مجالات مختلفة كالسياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الدينية.. إلخ. إذ يترتب على تضليله آثاراً تذهب بأمنهم و استقرارهم إلى المجهول. فمن المعروف لدى الجميع أهمية الاتصال بين الناس قديماً و حديثاً، و أهمية وسائل الإعلام المختلفة، التي تتطور و تتنوع في ظل التقدم التكنولوجي في عصرنا الحاضر، إذ بدأت مخاطر التضليل تطفو على السطح و لا سيما في منصات التواصل الاجتماعي، التي باتت مصدراً مهماً من مصادر المتلقين حول العالم للأخبار و التعرض للمواد السمعبصرية، و عليه فإن هذا الكتاب يقف على أهمية ما تؤديه خلايا الذباب الإلكتروني من أدوار خطيرة في حياة الأفراد و المجتمعات، و من هنا تأتي خطورة وسائل الإعلام الضالة لتكون الأداة الفعالة لإنعاش ذلك التضليل. و يتناول هذا الكتاب توظيف الإعلام و استخدامه كسلاح لا يقل خطورة عن الأسلحة التقليدية من لدن خلايا الذباب الإلكتروني، في محاولة للسيطرة على ماكينة صناعة الأخبار و فبركتها، للسيطرة على المجتمع عبر حزمة من الأخبار و التحقيقات التي تفتقر إلى المهنية و الشفافية و حتى المصداقية الإعلامية. كما لا بد من الوقوف على سبل المواجهة للذباب الإلكتروني و تضليله و الحيول دون استمراره و عدم تمرير الكذب المكرر أو نشر المواد السمعبصرية المجزأة أو المنقوصة أو المغلوطة أو المفبركة، عبر أذرعه الإعلامية المختلفة، لأنها تلوث المشهد الإعلامي السمعبصري….