في عصر تتسارع فيه التطورات والاكتشافات العلمية لم يعد كافيا ان يقتصر البناء العلمي على دراسة ظواهر بعينها دون البحث في ظواهر جديدة هي نتاج للحتمية التقنية لما للأخيرة من تأثيرات كبيرة احدثت تغيرا ملحوظا في بنية المجتمع على مختلف الصعد، فضلا عن تأثيراتها على السلوك القيمي للأفراد والجماعات على حد سواء.
ان من يقرأ هذا الكتاب يستطيع ان يستدل مقدار التطور الذي طرأ على البحث العلمي الاعلامي فكرة ومنهجا وأدوات، وهذا ربما يفسره العقول المبدعة التي انجزت هذه البحوث والتي ما انفكت تبحث عن الجديد من الظواهر لكي تخضعها الى البحث من اجل تحقيق الاضافة العلمية والمعرفية، فضلا عن تقديم الحلول للمشكلات التي تواجه المجتمع.
لقد مثلت هذه المجموعة من البحوث انموذجا متقدما للبحث الاعلامي يمكن ان يكون دليلا لبحوث ودراسات عديدة لآخرين، ففيها من التنوع ما يجعلها شبيهة بلوحة فنان متأمل، وفيها من المادة العلمية كم يضعها تحت عنوان الغزارة العلمية، وفيها من الرؤى ما يقترب من ان يكون حلا لمشكلات مستديمة….