تشكل البرامج الترفيهية اليوم حجر الزاوية الرئيس في تحقيق أعلى معدلات ومستويات المشاهدة لدى الجمهور وهذا الأمر أولا لم يأتي من فراغ, أنما جاء نتيجة حتمية لما توصلت اليه التقنية الحديثة من أسلوب رائع تم توظيفه في مختلف أنواع البرامج من أجل تحقيق تكافؤ بين المضامين والأشكال, والجميع يدرك اليوم وخاصة العاملين في مجال العمل الاعلامي عموماً والبرامجي خصوصاً أن أساس نجاح الافكار هو الاعتماد على تقنية مناسبة وقوالب فنية رائعة ومختلفة وعناصر مميزة يمكن لها تحقيق المطلوب, أما الأمر الاخر فهو نابع أصلاً من رغبة مالكي المؤسسات الاعلامية التفكير جدياً بنجاح المؤسسة والذي لا يمكن أن يتحقق ألا من خلال دعم مشاريع إنتاجية ضخمة يرصد لها ملايين الدولارات من أجل أخارجها وتحقيق رضا الجمهور وأخيراً المتابعة.
ولا يخفى على أحد أن البرامج الترفيهية من أبرز فوائدها اليوم هو قدرتها على تمويل المؤسسات الاعلامية الاذاعية والتلفزيونية بالمبالغ المالية اللازمة لديمومة عملها جنباً الى جنب الحركة الاعلانية التي تعتمدها المؤسسات في تمويل نفسها, حيث بدأنا نلاحظ أن المؤسسات الاعلانية الكبرى ورجال المال والاعمال يبحثون جميعاً على القنوات التلفزيونية ذات البرامج الترفيهية الأكثر مشاهدة لاعتمادها في حركتهم الاعلانية, فأصبحت المعادلة واضحة وجلية مبنية على أساس أيجاد توافق بين ما يعرف على الترفيه وما يحقق من عائد أعلاني لتحقيق الفائدة والربح المادي.
ومن جانب آخر بدأنا ندرك أن قضية تمرير الرسالة الاتصالية لا يعتمد على قوتها من حيث الصياغة والبلاغة والايجاز واحتوائها على معاني ذات قيم وأفكار بل الحديث اليوم عن الوعاء والأسلوب المعتمد في تقديم هذه الرسالة, والبحث عن أطر معرفية مبنية ومعتمدة على التقنية الحديثة ذات الطابع الجديد التفاعلي ومقدمة بأسلوب ترفيهي يجذب أكبر عدد ممكن من الجمهور, ذلك الجمهور الذي يختلف في خصائصه ومميزاته والذي ما عادت تغريه الرسائل الاعلامية التقليدية ببرامجها ذات الطابع الكلاسيكي غير المرن وغير الجريء في الطرح وتناول الموضوعات…