تسهم وسائل الإعلام الى حد بعيد في ترتيب الأولويات لدى الجمهور، الى جانب دورها في التوعية السياسية و الثقافية في جميع المجالات من حيث تثبيت القيم النبيلة لدى الجمهور كمنطلق للتعاطي مع البيئة التنموية في المجتمع.
والمتلقي يستجيب لوسائل الإعلام في ما له علاقة بالمسائل العامة فضلا عن انه يتعرف على مدى أهميتها، اذ اصبحت الفضائيات بموجب الاهمية تلك تؤدي دورا مهما في تشكيل الحياة الاجتماعية عبر اختيار المعلومات والأخبار، بمعنى أن الفضائيات باتت تملك القدرة في التأثير وترتيب اتجاهات الراي العام المحلي والاقليمي والعالمي في حالات محددة.
وتؤكد التوجهات الحديثة في العالم باستمرار على أن الإنسان هو المنطلق والهدف لعمليات الحراك والتنمية الشاملة، كما ان مجتمعاتنا المحلية سارت على هذا النهج توافقا مع التطور العالمي في هذا المجال، فسعت الى تغييرات بنيوية تحقق إنسانية الانسان، الانسان المنزوع من حسه الانساني في منطقة الشرق الاوسط التي ترزح شعوبها تحت سلطة انظمة حكم شمولية شوهت صورة الانسان، ولذلك يركز العمل الاعلامي اليوم اهتمامه قبل كل شي على كيفية تغيير تلك الصورة النمطية، وبث الوعي الثقافي الذي يجعل الناس يشعرون بذاتهم ويدركونها، وهذا لن يتم الا بالعمل على تثبيت اواصر الامن الاجتماعي ونشر ثقافة السلام من اجل ان يعيش الانسان في اجواء يشعر بها في كينونته الانسانية،…