ان تدفق الهجرة إلى الكيان الصهيوني هو الأساس الذي قامت عليه الحركة الصهيونية، وهو العامل الوحيد الذي يساعد على بقائها واستمرارها، وتثبيث وجود الكيان الصهيوني وتحقيق اهدافه. لذلك نشطت الصهيونية في التوسع في تهجير اليهود إلى الكيان الصهيوني مما اضطرها في بعض الاوقات إلى افتعال الازمات لليهود انفسهم في اوطانهم الاصلية وتشكيكهم بولائهم لها من اجل تحقيق وضمان اقتلاعهم منها وهجرتهم إلى الكيان الصيهوني.
نشطت الدعاية الصهيونية في كل مراحل الحركة الصهيونية في التغلغل بين اوساط اليهود في العالم مستغلة توظيف أو تحريف الرموز الدينية اليهودية لخدمة مصالحها ولتضليل اليهود وحثهم على الهجرة، فسعت إلى محاربة اندماجهم الثقافي والاجتماعي في اوطانهم الاصلية مصورة لهم بان اليهودي لا يمكن ان يكون يهوديا حقا ولا يمكن ان يضمن امنه واستقراره من الشعوب الأُخرى الا بالهجرة إلى فلسطين المحتلة ودعم الكيان الصهيوني.
حققت الصهيونية نتائج ايجابية مستفيدة من الظروف التي رافقت كل مرحلة من مراحل تاريخها في تهجير اليهود لاسيما السوفيت منهم. وياتي تركيز الدعاية الصهيونية على تهجير اليهود السوفيت- بشكل خاص- بسبب كونهم رصيدا بشريا ضخما يأتي ترتيبه الثاني في العالم من حيث الحجم بعد الولايات المتحدة الامريكية، ولما يتمتع به هذا الرصيد من نوعيات ستخدم الكيان الصهيوني عند هجرته اليه، فضلا عن تضاؤل حركة الهجرة من المصادر الأُخرى.
ولهذا السبب تحدد الدور المهم الذي يجب ان تضطلع به الدعاية الصهيونية لضمان تدفق هجرة هؤلاء اليهود. فنشطت اجهزة الدعاية بالتعاون والتنسيق مع أجهزة الإعلام والدعاية الغربية- التي تشترك معها في نفس الهدف- بشن حملات دعائية منظمة ضد الاتحاد السوفيتي للضغط عليه من جهة ومحاولة تنظيم وتعبئة اليهود السوفيت ودفعهم على طلب الهجرة من جهة أُخرى….