اضحى للرأي العام هوية خاصة ومعناً جديداً وقوة حقيقية باتت تشكل إحدى الظواهر التي تؤثر في المسار اليومي للدولة وأفراد المجتمع على الرغم من كونه ظاهرة جديدة ، وساعد على ذلك انتشار وسائل الإعلام على نطاق واسع فضلا عن تطور الاتصال وتنوع وسائله الذي جعل العالم بمثابة بيت أو مبنى واحد من حيث سرعة وصول الأخبار والمعلومات الى الجمهور.
وتزداد أهمية الرأي العام ودوره في المجتمع مع زيادة أهمية المواطن العادي في عملية التفاعل والتأثير في صنع الواقع وفي ادارة المؤسسات في الدولة فضلا عن أن زيادة أهمية الرأي في أي مجتمع تتناسب مع زيادة حرية التعبير في النظام السياسي ، ومن هذا فإن الرأي العام ظاهرة قائمة في المجتمعات كلها على الرغم من اختلاف طبيعة ودرجة فعاليته تبعا لايديولوجية النظام القائم وتوجهاته فضلا عن المستوى الثقافي للمجتمع ودرجة تاثير التلفزيون في ذلك المجتمع.
وفي خضم التحولات الكبيرة هذه يمكننا أن نفهم حقيقة اصبحت من المعارف الاساسية لهذه المرحلة من مراحل التطور الانساني وهي إن مساحة تأثير التلفزيون اتسعت الى المستوى الذي جعل منها فضاءً تجري عبره الحوارات والمناقشات المتصلة بالظواهر التي تحتل حيزاً من اهتمامات الجمهور…..