تحظى الاحزاب السياسية بمكانة علمية كبيرة في دراسات علم السياسة، وهي مؤسسات لا تقل اهمية وخطورة عن بقية المؤسسات السياسية الاخرى التي تقوم بعملية تسيير أمور الدولة وتهيمن عليها، وأخذ المفكرون والمعنيون بالاحزاب والنظم السياسية على السواء يوجهون اهتمامهم بصورة رئيسية الى معرفة كيف ومتى وأين ترسم سياسة الدولة وما هو دور الاحزاب السياسية في هذه المجالات باعتبارها اقوى واضخم جماعة من جماعات الضغط. فدراسة الاحزاب السياسية لبلد ما يكشف الصفات المقومة لذلك البلد ومقدار استعداده لقبول النظام الديمقراطي أو قبول أي نظام اخر بالاضافة الى كشف نفسية شعبه ودرجة تطوره وماضيه السياسي واخيراً مستقبله.
وتبرز اهمية الدراسة من زيادة اهمية الاحزاب السياسية وتعاظم الدور الذي تلعبه في الوقت الحاضر سواء في توجيه الرأي العام أو في كيفية ممارسة السلطات العامة في الدولة. واصبحت دراسة تأثير الاحزاب السياسية على الافراد والحكومات تتمتع بأهمية تفوق اهمية دراسة التشكيلات القانونية كالمجالس النيابية والوزارات وغيرها. فالاحزاب السياسية هي قوى حية فاعلة ومحركة للمجتمع، وتعبير أصيل وطبيعي لميل الانسان وغرائزه في التطابق والتصارع وصولاً الى مراكز السلطة والقوة والنفوذ. وتتمتع الاحزاب السياسية بسلطة كبيرة في تزويدها قادة الحكومات بالمشورة وتساهم في تحديد السياسات العامة. ويمكن ان تتحول الاحزاب الى منظمات أكثر شمولية، وتحدّث عمليات صنع القرار، وتطور سياسات بعيدة المدى ترتكز على قيم واضحة، بهدف صياغة سياسات تتوافق مع رؤياها الخاصة.
وتصنيف الاحزاب السياسية ليس بالامر السهل أو المتفق عليه، فالتمايز قائم بين الاحزاب من حيث الخاصية الحزبية التي تشمل على طبيعة تكوين الحزب وتنظيمه واهدافه، أو من منظور الانظمة الحزبية المتنوعة التي تمارس الاحزاب نشاطاتها في ظلها. ونتج عن هذا الوضع وجود تصنيفات متعددة ومتداخلة للاحزاب السياسية تختلف باختلاف اساليب المقارنة ونقاط التركيز.. …..