تتفرد العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الاوربية بميزة وخاصية تكاد تتبلور بشكل لا تنافسها ولا تساويها أية علاقات أخرى في العالم بصورة عامة وخاصة.وهي فضلاً عن ذلك واحدة من أهم وابرز العلاقات في الحقبة التي أعقبت الحرب الباردة، وذلك لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها، أن الحرب الباردة دارت رحاها في الساحة الأوروبية بشكل مميز عن باقي الساحات الأخرى. وعلى اثر ذلك انقسم العالم ووفقاً لأوروبا بين الشرق والغرب، شرقاً بقيادة الاتحاد السوفيتي وغرباً بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعل الغرب معبئاً لخدمة الإستراتيجية الأمريكية والشرق معبئاً لخدمة الإستراتيجية السوفيتية، واستمر الحال حتى انتهاء الحرب الباردة.
وبهذه الصورة النهائية لعالم ثنائي الأقطاب، كان من البديهي والمسلم أن يبلور انعكاساته وأثاره على طبيعة الإستراتيجية العسكرية الأمريكية تجاه الحليف الأوروبي الغربي تحديداً وأوربا الشرقية، بعدما أضحت فراغ ينبغي أن يملئ أمريكيا وفق إدراكها الاستراتيجي.
وعدداً على ما تقدم تأتي أهمية الموضوع في رسم نسيج العلاقة بين قطبين تميزا بالإمكانيات والخصائص والقدرات المتبادلة آن لهما أن لا يفترقا خلال حقبة الحرب الباردة، فهل سيتفرقا خلال الحقبة الآنية والمستقبلية؟
…..