كشف التزاحم الدولي والإقليمي على منطقة الشرق الأوسط تزايد أهميتها وتأثيرها المباشر أو غير المباشر لدول على التفاعلات الدولية أو الإقليمية مع ولادة مشاريع دولية بهدف تحقيق أهداف وغايات استراتيجية لأحداث تغييّرات جوهرية في هيكلية المنطقة، تزامن ذلك صعود قوى إقليمية طرفية وممارسة دَورها وتأثيرها في خارطة الشَّرق الأوسط,وفي ظلَّ تزايد التحديات والتهديدات التي تواجه منطقة الشَّرق الأوسط، لا سيّما تصاعد نزعة الانفصال والقابلة للانفجار في أي وقت وهذا ما حصل في العراق ومطالبات الاكراد بإعلان دولتهم الكردية وهذا ما يعود بتداعيات سلبية على الأمن في المنطقة عموما وعلى العراق خصوصا، وخشية الدول المعنية من انتقال عدوى الانفصال إلى أراضيها. مذكرة هذه المتغيّرات بمنعطفات مؤثرة واساسية في التغيّير في المنطقة دون شك ما بدأ عام 2003 من الاحتِلالُ الأمريكي للعراق، والتي القت بثقلها الجيواستراتيجي على تفاعلات القوى الكبرى والإقليمية في منطقة الشَّرق الأوسط حيَّث تزايدت مؤشرات النزاع إلى استخدام القوة الصلبة في عمليات الإقليم والتي كانت بداية لملامح انهيار النظام الإقليمي العربي وبروز التفاعلات السياسية والأمنية والتي ترجع استمرار التَّطوُرات والتفاعلات وبما يرتبط بها من تفاعلات أمنية وعسكرية.
وبلا شك أثارت تطورات الصراع وتعقيداته ما بين الأطراف المنخرطة في الأحداث السورية المخاوف من أن تؤدي تنازع الإرادات بين الفواعل الإقليميين والدوليين ذوي التوجهات الجيوبوليتيكية، ازاء قوى جديدة تسعى تدريجيا لأن تصبح مراكز تأثير في الفضاء السوري، بدء من إعادة توزيع الأدوار، وهذا ما افدت به مسارات الأحداث والتطورات في المنطقة.. …..