يُعد موضوع العلاقات المصرية – السوفيتية على جانب كبير من الأهمية، نظراً لوضع الدولتين البالغ الأهمية على المستوى الدولي، كما أن لمصر موقعها الجغرافي المهم ووضعها في منطقة الشرق الأوسط، إذ تمتلك أهمية كبيرة للعالم بشكل عام وللدول العظمى بشكل خاص، لذا فأن دراسة العلاقات المصرية – السوفيتية لابد أن تحظى بالاهتمام والبحث الموضوعي، لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية. فعلى الرغم من أن العلاقات بين الدولتين تعود جذورها إلى عهد القياصرة الروس، إلا أن تلك العلاقات اتخذت طابع اقتصادي ودبلوماسي، ولكن بعد قيام الحرب العالمية الثانية، وبروز الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، أخذت العلاقات المصرية – السوفيتية بالتطور والتوسع؛ بسبب أهمية مصر بالنسبة للسوفيت في منطقة الشرق الأوسط.
شهد العالم بعد الحرب العالمية الثانية انقساماً كبيراً، فقد ظهر ما يعرف بنظام القطبية الثنائية وأصبح العالم منقسماً إلى قسمين غربي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وشرقي برئاسة الاتحاد السوفيتي، وكان لذلك الانقسام أثره على منطقة الشرق الأوسط كونها منطقة مصالح مهمة لكلا الدولتين، لذا سعت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلى إيجاد حلفاء لهما في المنطقة العربية بهدف توسيع نفوذهما في العالم، وبعد قبول الأمم المتحــــــــــــــــدة المشروع الأمريكي المتضمن تقسيـم فلسطين إلى دولتين عربية وإسرائيلية، اخــــــذ السوفيت يسعون لإيجاد حليف لهم في المنطقة للحفاظ على مصالحهم من جهة، والحد من النفوذ الأمريكي من جهة أخرى.. …..