احتوى الكتاب استجلاء البعد السردي في شعر عبدالله البردوني، إذ يعد السرد من الظواهر اللافتة التي استخدمها الشاعر في تطوير أساليبه الفنية،إضافة إلى أن السرد اتخذ في شعره تجليات إبداعية، بوصفه استند في معظم الأحيان في بناء القصيدة على السرد، خصوصا في تصوير الجزئيات الدقيقة في مفاصل الأشياء، وكأن الشاعر أراد من ذلك خلق عنصر التشويق والإثارة عند المتلقي، إضافة إلى عناصر التأثير الأخرى الوجدانية والتأملية والفكرية التي تختزنها القصيدة.
وعلى هذا النحو لم يتردد الشاعر في العمد إلى الاغتراف من المكوِّنات السرديّة في بناء شعره ابتغاءَ منحه هذه السمة التي من شأنها أن تعمل على خفوت حدة الغنائية الملازمة للشعر، فاجتمعت فيه الخصائص الشعرية بما فيها من تكثيف وتصوير مع الخصائص السرديّة بما فيها من حكي وتشخيص لبناء النص الشعري، ولا شكّ في أنّ هذا البعد سيكشف عن طريقة الشاعر في بناء الإيقاع وفي تكوين الصور الشعرية وتوظيفها ضمن الرؤية السردية.
…..