مُقارَبَة (التنمية/التخلف) بأبعادها الزمانية وحدودها المكانية حيثُ تقاطَعَتْ قناعات واصطرَعَتْ رؤى إشكالية لم يهتدِ التنمويون الى حسمِها بَعدْ.
من أين نبدأ والى أين نتجه؟ كيف السبيل الى التجاوز؟ تجاوز ماذا وتَمثل مَنْ؟ هي مجموعة من الاسئلة انطوَتْ عليها هذه المُقارَبَة ووقف أزاءها الفكر التنموي مُنشَعِباً على نفسه، يجتهد ليمهد الطريق لإجتهاد جديد، ليس لأن المُعضِلَة موضوع النَظَر عَصية على الفهم أو مُمتنِعَة عن الأبصار، بل لأن الفكر هو أبن الإنسان المفكر الذي من طبيعته أنْ يبني على قاعدة الإختلاف صَرحاً لإختلاف أبعد غوراً وأعمق مضموناً.
لقد كان هيروقليطس يقول (انت لن تعبر النهر مرتين) مُشيراً الى استحالة التكرار أو التماثل، فاللحظة التي تمضي ليست هي التي تأتي والفكرة التي تخطر ببالي حول ظاهرة ما قد لا تقنع عاقلاً أدلّهُ عقله على غيرها فأرتضاها يقيناً و دليل هداية.
وهكذا اذا ما سلّمنا بمحدودية العقل وطبيعته المنحازة راعنا أَنْ ننظر الى الأفكار نظرة الناقد المُتفَحِص لا المُتلقي المهزوم.