تعاظم الاهتمام بالبيئة خلال العقود الاخيرة من القرن الماضى. كما بزغت أفكار جديدة عن التنمية مفادها أن تكون آليات التنمية وأدواتها متناسقة ومتناغمة مع مبدأ الاستدامة وهو نسق فكري يدعو الى أن تتم التنمية فى إطار يسمح بالاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية مما يتيح للأجيال القادمة الاستمتاع بهذه الثروات والاستفادة منها وهو ما أطلق عليه التنمية المستدامة تعددت المنتديات العالمية التى تنادى بالأخذ بمبدأ التنمية المستدامة منذ الثمانينات من القرن الماضى مرورا بقمة الأرض التى عقدت فى ريودي جاتيرو بالبرازيل عام 1992 وحتى قمة الأرض للتنمية المستدامة والتى عقدت فى 2002 فى جوها نسبيرج تعتمد التنمية المستدامة على مجموعة من الآليات ونظم الادارة البيئية والتى تحقق عند تطبيقها فعاليات التنمية المستدامة الملبية لطموحات الحفاظ على البيئة اما في العراق فالامر مختلف تماما فلقد تميزت السنوات العشرون الأخيرة في تدهور كبير في البيئة الطبيعية العراقية، ابتداءا بتلوث الهواء وانتهاءا بتلوث التربة والمياه، لقد كبر حجم الكارثة البيئية في السنوات الاخيرة وخاصة بعد ثلاث حروب مدمرة افضت الى دمار هائل في مكونات البيئة الطبيعية حتى بات من غير الممكن للدولة العراقية وبأمكانياتها المتواضعة ان تقوم بوضع حلول منفردة دون المساعدة من دول الجوار المعنية مباشرة بالامر والمتضررة من هذا التدهور، وبمساعدة واشراف المنظمات الدولية المعنية. لقد أظهرت الإستطلاعات الميدانية والقياسات التي أجراها فريق من مركز أبحاث التلوث الأمريكي بالتعاون مع جهات علمية دولية أخرى، أجرى مسحأ موقعيأ لبعض مسارح العمليات العسكرية في وسط البلاد وجنوبها أن ارتفاع مستوى التلوث في مناطق شاسعة من أجواء بغداد ومناطق جنوب العراق كان واضحأ حيث بلغ عشرة أضعاف المستوى الطبيعي..